عادي
كنت أقف مع فتاة قروية بسيطة متعلمة لكن عالمها لم يتجاوز قريتها الصغيرة عندما مرت بنا فتاة فنبهتني لها . لم ألاحظ في بادئ الأمر شيء غريب بالفتاة و لم أفهم مقصدها عندما تنبهت إلى أنها تعلق على لباسها الضيق . تألمت حينها لحالي و حال الكثيرين أمثالي و خاصة قاطني المدن لأنه من كثرة انتشار المعصية في المجتمع اعتادت عيوننا عليها و أصبح كل شيء بالنسبة لنا عادي .
فأن ترى فتاة تلبس بنطلون جينز ضيق أو جيب قصير و ترتدي الحجاب عادي . أن ترى فتاة محجبة و تضع ( ميك أب ) كامل عادي . أن ترى فتاة و شاب لا تربطهما سوى علاقة الزمالة و يقفون يتسامرون و يضحكون عادي . أن ترى اثنين لا تربطهما علاقة شرعية على خلوة يمسك بيدها أو يهمس في أذنها عادي . أن ترى فتاة مخمرة أو منقبة و تضحك مع زميلها و لا تحترم هذا الزي الذي ترتديه عادي . أن ترى فتاة تقف وسط مجموعة من الشباب أو العكس عادي . أن ترى فتاة تجري وراء زميلها لتضربه أو العكس عادي . أن ترى شاب يعاكس فتاة و أخوها يمشي بجانبها و لا يدفع عنها بدافع الغيرة على أخته عادي . أن يركب الشباب و البنات ملتصقين بالمواصلات دون فاصل عادي . أن تجد فتاة تعرض نفسها للزواج أما الشباب عادي . أين إذا هذا المجتمع المصري المتدين بطبعه المحافظ بمسلميه و مسيحييه كما ندعي أم هي مجرد شعارات رنانة نرددها على شاشات التلفاز و صفحات الجرائد دون أن تكون مطبقة على أرض الواقع ؟ هل ضاع الحياء بين مظاهر المدنية و دعاوى الحرية ؟ . حقا إذا لم تستح فاصنع ما شئت . ضاع الحياء و ضاعت معه أعراض الفتيات و نخوة الشباب . فلتسقط تلك الحرية التي تحول الفتاة إلى سلعة . و تجعل الشباب اجساد بلا عقول .
إن الاستفادة من الغرب لا يكون بموضة خليعة أو فكرة غبية إن كنا نريد أن نتشبه بهم فلنستفيد من تقدمهم العلمي و الاقتصادي و لنأخذ منهم ما يتماشى مع ثقافتنا و تقاليدنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق