السبت، 25 فبراير 2012

لغة تشكو



لغة تشكو

لو دققنا النظر في حياتنا عامة و في عالم الانترنت خاصة سنجد بين سطور كلامنا لغتنا العربية العريقة تصرخ و تستغيث تشكو من هجر أبنائها و قسوتهم .

برغم كونها أفضل لغة في الوجود . ميزها الله بأن جعلها لغة معجزته الخالدة . لغة البيان و الفصاحة و الشعر و البلاغة . لغة أهل الجنة . منة من الله علينا بها و استأثرنا بها دون غيرنا من الأمم . و لكننا لم نقدرها حق تقديرها لنهجرها و نستبدلها بلغات أخرى .

أهملت الدول العربية لغتها متجاهلة أن سبب انقراض الكثير من اللغات هو إهمال أهلها لها فلا يكفينا إهمالنا للغة العربية الفصحى حتى أننا بدأنا نتخلى عن لغتنا العامية و نستبدلها بلغات أخرى .
أصبح التعليم في معظم المدارس باللغة الإنجليزية و خاصة بعد انتشار المدارس الخاصة للغات . هذا عوضا عن أن التدريس في الجامعات العلمية هو باللغة الإنجليزية مع أن اصل هذه العلوم جميعا هم علمائنا العرب كابن النفيس و الخوارزمي و غيره . فلماذا لا تدرس هذه المواد باللغة العربية .

نلاحظ أن ازدهار أي حضارة و تقدمها يرافقه دائما ازدهار لغتها فنجد أنه في وقت ازدهار الإسلام و بعد الفتوحات الإسلامية المتوسعة في العصر العباسي العصر الذهبي للإسلام و تعريب الدواوين في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان أصبحت اللغة العربية لغة العلم و الأدب تكلم الكثيرين باللغة العربية و إن لم يتخذوها لغة أصلية فإنها كانت لغة أساسية بجانب لغتهم الأم . حتى لأنها أصبحت لغة الشعائر لكثير من الكنائس كما كتب بها العديد من الأعمال الدينية و الفكرية اليهودية في العصور الوسطى . حتى لأنه قد بلغ إعجاب أوربا بالحضارة الإسلامية أن الإمبراطور فرديدرك الثاني وهو من أكبر أباطرة القرون الوسطى كان يتحدث العربية، وكان بلاطه عربي العلم واللسان، وحينما قابل الملك الكامل الأيوبي للصلح لم يحتج إلى مترجم، ولهذا اتهمته الكنيسة بالإسلام، وسمته الزنديق الأعظم .

و لذلك فإن الاحتلال إذا دخل بلد يحاول طمس لغته باستبدالها بلغة الاحتلال لأنهم يعلمون أنها خطوة مهمة للسيطرة على هذه البلد كما حدث مع الجزائر التي أصبحت اللغة الفرنسية هي اللغة الأساسية فيها حتى الآن .

ألا يكفينا انتشار العامية الذي هو في حد ذاته كارثة لأنه يكون صعب على الطفل أن يتعلم في المدرسة لغة غير التي يتكلمها في حياته العامة مما يجعله ينفر من اللغة العربية الفصحى و يستصعبها و يكرهها مما يشكل تهديد أيضا للغتنا . فما بالك باستبدال العامية هي أيضا بالغة الإنجليزية أو الأربش أو الفرانكو أو أي كان من هذه اللغات الغريبة عنا .

و رغم كون اللغة العربية من أغنى اللغات في المترادفات إن لم تكن أغناها لم تكفينا كل هذه المترادفات لنبحث لها عن طرق ثانية لنكتبها بها

أشعر بالحسرة عندما أرى كلمات عربية من المفترض أن تكن من الكلمات المقدسة بالنسبة لنا  تكتب بالفرانكو لتفقد جمالها ك كلمة إن شاء الله التي تكتب isa" " و كملة الحمد لله "halel" و كلمة لا حول و لا قوة إلا بالله " lahwlkeb" و كلمة بامر الله "kba" " .

إن اللغة ليست مجرد وسيلة للتخاطب و لكنها أيضا عنوان و هوية فتخلينا عن حضارتنا و أمجادنا يبدأ بتخلينا عن لغتنا العربية . إننا بهذا نساهم في انحطاط الحضارة الإسلامية و العربية أكثر في وقت هي في أشد الحاجة لقوتنا لتسترد عافيتها و تعود لمجدها و تكون دائما أبدا أعظم الحضارات و أفضلها .

أرجو أن نقوم بحملة ضد أي لغة غريبة عنا و نتمسك بلغتنا خاصة أثناء كتبتنا على الانترنت و ليبدأ كل منا بنفسه لتشدو حروفنا صارخة أنا عربي .

بقلم :
رحمة لبن


هناك تعليقان (2):

خير بداية

قبل البداية
اللهم أجعل عملي كله خالص لوجهك الكريم
و لا تجعل لأحد فيه نصيب
و لا للشيطان فيه نصيب يا رب العالمين
و خير ما نبدأ به هو
بسم الله الرحمن الرحيم